بسم الله الرحمن الرحيم يذكر أن بعض فطاحل العلماء كانوا يعقدون على الأمام محمد بن إدريس الشافعي ويكيدون له لأنه متفوقا عليهم في العلم والحكمة وكان طلاب العلم يحبونه حبا جما ولهذا أتفق هؤلاء العلماء بحقدهم على تحضير بعض الأسئلة المعقدة لتفحيم الأمام الشافعي بين تلاميذه وأمام الخليفة الرشيد الذي كان يحب الشافعي وبعد أن وضعوا الأسئلة على النحو التالي بدءوا في السؤال الأول : س1 : ما قولك في رجل ذبح شاة في منزلة ثم خرج لحاجة وعاد ثم قال لأهلة : كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علي ,فقال أهله علينا كذلك؟ ج1: إن هذا الرجل كان مشركا فذبح الشاة على أسم الأنصاب وخرج من منزلة لبعض المهمات فهداه الله تعالى إلى الإسلام وأسلم فحرمت عليهم كذلك. س2: شرب مسلمان عاقلان الخمر يحد أحدهما ولا يحد الأخر؟ ج2: أن أحدهما كان بالغا والآخر صبيا . س3: زنا خمسة نفر بامرأة فوجب على أولهم القتل وثانيهم الرجم وثالثهم الحد ورابعهم نصف الحد وخامسهم لاشيء عليه ؟ ج3: استحل الأول الزنا فصار مرتدا فوجب عليه القتل والثاني كان محصنا والثالث كان غير محصن والرابع عبدا والخامس مجنونا . س4 : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته ولما سلم عن يساره بطلت صلاته ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم؟ ج4: لما سلم عن يمينه رأى شخصا تزوج هو ((المصلي)) امرأته في غيبته فلما رآه حضر طلقت زوجته ولما نظر عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته ولما نظر إلى السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر من ظهور الهلال. س5: كان إمام يصلي مع أربعة نفر في مسجد فدخل عليهم رجل وصلى عن يمين الأمام فلما سلم الإمام عن يمينه ورأى الرجل وجب على الأمام القتل وعلى المصلين الأربعة الجلد ووجب هدم المسجد إلى أساسه؟ ج5: إن هذا الرجل القادم كانت له زوجة وسافر وتركها في بيت أخيه فقتل الأمام هذا الأخ وتدعى أن المرآة زوجة المقتول فتزوج منها وشهد على ذلك الأربعة المصلون أن المسجد كان بيتا للمقتول فجعله الأمام مسجداً . س6: ما قولك في رجل هرب له غلام ((مملوك)) فقال هو حر إن أكلت طعاما حتى أجد فكيف المخرج له عما قال ؟ ج6: يهب الغلام لبعض أولاده ثم يأكل ثم بعد ذلك يسترد ما وهب . س7: لقي امرأتان غلامين فقالتا مرحبا بابنينا وزوجينا وابني زوجينا؟ ج7: إن الغلامين كانا ابني المرأتين فتزوجت كل واحدة منها بابن صاحبتها فكان الغلامين أبنيهما وزوجيهما وابني زوجيهما. س8: أخذ رجل قدح ماء ليشرب فشرب نصفه حلال وحرم عليه بقية ما في القدح؟ ج8: إن الرجل شرب نصف القدح ورعف في الماء الباقي في القدح فاختلط الدم بالماء فصار محرما عليه. س9: أعطى رجل لامرأته كيسا مملوءاً مختوما وطلب إليهما أن تفرغ ما فيه بشرط ألا تفتحه أو تفتقه أو تكسر ختمه أو تحرفه وهي إن فعلت شيئا من ذلك فهي طالق؟ ج9: إن الكيس كان مملوءا بالسكر والملح وما على المرأة إلا أن تضعه في الماء فيذوب ما فيه. س10: رأى رجل وامرأة غلامين في الطريق فقبلاهما ولم ّسئلا في ذلك قال الرجل أبي جدهما عمهما وزوجتي امرأة أبيهما وقال المرأة أمي جدتهما وأختي خالتهما ؟ ج10: إن الرجل أبا للغلامين والمرأة أمهما . س11: كان رجلان فوق سطح منزل فسقط أحدهما فمات فحرمت على الآخر امرأته؟ ج11: إن الرجل الذي سقط فمات كان مزوجا ابنته من عبده الذي كان معه فوق السطح فلما مات الرجل أصبحت البنت تملك ذلك العبد الذي هو زوجها فحرمت عليه. هنا بهت أولئك العلماء عمق الإدراك عند الشافعي وأعجب الرشيد من ذكائه وسرعة فهمه ثم قال الشافعي : أطال الله عمر أمير المؤمنين إني أسأل هؤلاء في مسألة فإذا أجابوا عليها فالحمد لله وإلا فأرجوا أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم , فقال الرشيد: لك ذلك وسلهم يا شافعي ما تريد. فقال : مات رجل عن 600 درهم فلم تنل أخته من هذه التركه إلا درهم واحد فكيف تم ذلك؟ فنظر العلماء بعضهم إلى بعض طويلا لم يستطع أحدهم الأجابه على السؤال وأخذ العرق يهطل من جباههم ولما طال بهم السكوت قال الرشيد : قل لهم الجواب. فقال الشافعي: مات هذا الجل عن ابنتين وأم زوجة واثني عشر أخا وأخت واحده فأخذ ت البنتان الثلثين وهو 400 درهم وأخذت الأم السدس وهو 100 درهم وأخذت الزوجة الثمن 75 درهم وأخذ الإثناعشر أخاً 24 درهم فبقى درهم واحد للأخت فتبسم الرشيد وأمر له بألفي درهم فتسلمها الشافعي ووزعها على المستحقين ورجع أولئك العلماء منكسي رؤوسهم خاسرين مقصدهم