للاستعاد لرمضان نحن محتاجين أن نرفع شعار " المجــاهدة " المجاهدة؛ قال الله {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ}[العنكبوت:6]قال الله { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:69]قال الله {وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ}[الحج:78] رمضان اجتباء.. رمضان اصطفاء .. رمضان منة ما بعدها منة .. لأن ربنا سبحانه وتعالى عندما يكرمنا برمضان يكون أعطانا كنز ثمين جدًا. تعرفون قصة الرجلين من صحابة النبي الأول مات شهيدًا في الغزو والثاني مات بعده بعام ولم يمت في غزوة ولم يمت مجاهدًا، لم يمت في ساحات المعارك وبعد ذلك أتى لسيدنا طلحة بن عبيد الله في المنام، رأى سيدنا طلحة الجنة - الصحابة عندما كانت تحلم كانت تحلم بالجنة – فهو رأى الجنة ورأى فيها أن الثاني أعلى درجة من الأول، فتعجب من هذا الأمر فذهب إلى النبي وسأله كيف هذا ؟؟ الأول مات ونحسبه شهيدًا، والثاني شخص عادي ! كيف يكون الثاني أعظم منزلة من الأول !! فالنبي أخبره ألم يصلي بعده ستة آلاف ركعة وصام رمضان وقام رمضان .. والذي يبلغ رمضان ويبلغ ثمرات رمضان يكون في أعلى المنازل، لذلك هذا المعنى نريد أن نقف عليه، ربنا قال {وَجَاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ}لو اجتباكم يكون حقها "المـجــاهدة " النفس البشرية تركن جدًا للراحة، تكون دائمًا كسولة، تكون دائمًا لا تريد أن تعمل، لذلك قال الله لنا كلكم ستعملون وكلكم ستجدحوا في الدنيا، إنما الذي يفهم درس الدنيا بطريقة صحيحة هو الذي يكدح لكن للآخرة{ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}[الإنشقاق:6] فلو نعلم أننا سنلاقي ربنا سبحانه وتعالى، وسنقابل ربنا سبحانه وتعالى، وإلى الله المنتهى {إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ}[العلق:8]فسنجاهد .. . فالذي سيجعلنا نجاهد أن نعرف الثمرة، نعرف هذه "الثمـرة العظيـمة " لذلك قالوا (ومن يريد الحسناء لم يغله المهر) .. الذي يريد أن يخطب امرأة جميلة ليست مشكلة كم يدفع فيها، إذن يبذل لها قصارى الجهد. قال رسول الله"مَن خاف أَدْلَج، ومَن أَدْلَج بلغ المنزلَ، أَلَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غاليةٌ، أَلَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنةُ"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6222)] الذي يجعلك تجاهد أن تعرف ما هو "رمضــان" .. الذي يجعلك تجاهد أن تضع أمامك وأن تضعي أمامك "الجـنة " .. "الفردوس الأعلى " .. يُعلي همتك، ويجعلك تصبر، وتصابر وترابط ويجعلك تريد أن تبذل قصارى جهدك وترفع شعار{وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر:7] .. لأجل ربنا أنا سأقطع نفسي في طاعة ربنا سبحانه وتعالى .. لأجل ربنا أنا في شعبان سأصوم أغلب أيام شعبان مثلما كان هدي النبي العدنان لما كان يصوم شعبان كله، أي جله، أي أغلب أوقاته، أغلب أيامه كان النبي يصوم شعبان. أنا سأبدأ أتدرب على القيام .. قال رسول الله"مَنْ قامَ بعشرِ آياتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافِلِينَ، ومَنْ قَامَ بِمائَةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ، ومَنْ قامَ بألفِ آيَةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرِينَ"[صحيح، الألباني، صحيح الجامع(6439)] سأشتغل لربنا سبحانه وتعالى رافع شعار "ولـربك فاصبـر"فأجاهد في الله حق جهاده .. لابد أن تجاهد نفسك، وتجاهد نفسك بأن تقول لها (لا) .. نفسك تقول لك افطر .. وأنت تقول لها (لا سأصوم ) .. نفسك تقول لك نام .. وأنت تقول لها (لا ستقوم) .. نفسك تقول لكِ انشغلي بكذا، كلمي فلانة، افعلي كذا .. تقولي لها (لا، الآن وقت الأذكار) أنا لابد أن يكون لي حال مع ربنا سبحانه وتعالى .. أنا لابد أن أبذل لربي سبحانه وتعالى .. سلعة الله غالية ولابد أن نقدم لها كل ما نستطيع من جهد لله تبارك وتعالى. يلا يا شباب .. أيدينا في أيد بعضنا .. إلى رمضان .. نحن عباد للرحمن .. وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ..
الثلاثاء أغسطس 09, 2016 10:40 pm
موضوع: قلبك و التوبة في رمضان
