يحرص الكثير من الآباء على تنظيف أجسام أطفالهم باستمرار من خلال تكرار مرات الاستحمام، اعتقاداً منهم بأنهم يوفرون عناية سليمة لبشرة أطفالهم. لكنّ بشرة الأطفال الصغار حساسة للغاية، وكثرة الاستحمام تُلحق بها ضرراً بالغاً.
وتقول الطبيبة الألمانية ناتالي غارسيا بارتلس من قسم الأمراض الجلدية والحساسية في «مستشفى شاريتيه» في برلين «إنه تتوافر قواعد وإرشادات واضحة في ما يتعلق بعدد مرات استحمام الأطفال الرُضع ومدتها، بينما لا تتوافر دراسات وافية في هذا الشأن بالنسبة إلى الأطفال الذين تخطوا مرحلة الرضاعة». وأوضحت: «يمكن للآباء إتباع القواعد نفسها مع الأطفال الذين يراوح عمرهم من عام إلى عامين أيضاً».
وأرجعت بارتلس ذلك إلى أنّ حاجز حماية البشرة يتطور تدريجاً لدى الأطفال، إذ تبدأ الغدد الدهنية في إنتاج الدهون التي تعمل على وقاية البشرة، ثم تتواءم بعد ذلك قيمة الرقم الهيدروجيني ودرجة رطوبة البشرة شيئاً فشيئاً لتصلا إلى مستوى بشرة البالغين.
لكن لم يتمكن العلماء من معرفة الوقت الذي يكتمل فيه نمو بشرة الأطفال تماماً، إنما توصلوا فقط إلى أن هذه المدة تتخطى العام الأول من عمر الطفل. لذا تنصح طبيبة الأمراض الجلدية الآباء بضرورة مواصلة الاعتناء ببشرة أطفالهم الصغار على نحو جيد، مثلما كانوا يفعلون معهم في مرحلة الرضاعة.
وأضافت الطبيبة الألمانية أن كثرة استحمام الطفل تُلحق أضراراً جسيمة بحاجز حماية البشرة. ويلتقط البروفيسور مارك بيربورغ كبير الأطباء في مستشفى الأمراض الجلدية التابعة لجامعة «توبنغن» الألمانية، طرف الحديث، موضحاً أنّ كثرة استحمام الطفل تتسبب في فقدان بشرته للمرونة، مما يُصيبها بالتشقق والاحمرار ويؤدي بالطبع إلى شعوره بالحكة.
وأشار المركز الاتحادي للاستشارات الصحية في برلين إلى أنه من الأفضل ألا يزيد معدل استحمام الطفل عن مرتين أسبوعياً، مؤكداً على أن هذا المعدل كاف للأطفال. أما إذا قام الآباء بزيادة هذا المعدل، فينبغي ألا تزداد مدة الاستحمام في كل مرة عن خمس دقائق