هل تدرك الشعور الذي ينتابك حين تتكوم الانكسارات عند باب روحك ولا تجد متسعاً للتنفس إلا من خلال الوحدة ؟! الوحدة المرة .. ساعة تصدّ أحبابك وأهلك وأصدقاءك وتختلي بحزنك الذي تعب ، تعب التنفس من خلال فتحات غاية في الضيق ..
قد يتعفن الحزن ويتحول لشيء غاية في البشاعة إن لم نملك الشجاعة للاعتياد على أن نتنفس من خلاله !
أخبرني صديق : حتى حزنك مرهق !
لديك قلبٌ لا يقبل بأنصاف الحلول ، إما أن تتعلم كيف تشفي جراحك أو تعتاد التعايش معها .. كم حزناً تحمل أصلاً ؟!
الكثير ... أنت تملك روحاً بكاءة تستلذ الحزن ..
ما الذي يميز حزناً عن غيره ؟!
آممم ، كلها أحزان في النهاية !
إلا أن ثمة حزن فوق الكتابة ، يرهقك ولا تختصره الكلمات .. حزن لا يمكنك البوح به لـ صديق !
ثمة حزن نخجل منه ، وآخر يبكينا وينتهي الأمر !
أن تبقي على قيمتك الإنسانية من خلال الكتابة ، أو بمعنى : أن تبقى معلقاً بالحياة من خلال الحزن .. أكثر الأمور مثاراً للسخرية !
الكتابة فعل "استجدائي" لأبعد حدّ ..
أنت تطلب من حزنك أن يتشكل كما تشاء ، بطريقة تناسب مزاجك وقلبك وجرح أحبابك .. ولا يكون الحزن طيعاً في جميع الأحوال !
بين الانكسارات التي تبقي إنسانيتنا بخير ، وبين تلك التي ترمينا تحت الكتابة .. علينا أن نحذر أين نضع قلوبنا !